الأحد، 16 يونيو 2013

المثقف، المغرب والوظيفة

*الأستاذ عبد الواحد الراشيدي 
كتبت هذه الخواطر قبل الربيع العربي بثلاثة أشهر، وكان المغرب قد دخل قاعة انتظار أخرى مملة، تسمى العهد الجديد، دامت عشر سنوات....
مهام أساسية أمام المثقف المغربي اليوم:
- فضح مغالطات الفكر الديني، والكشف عن آلياته.
- فضح الفساد السياسي والإداري والاقتصادي والاجتماعي، وإدانة النظام الذي يدعمه ويرعاه.
- فضح دعوات الانفصال، والكشف عن تهافتها ومغالطاتها التاريخية.نسمي هذا "نقدا سالبا" " للمعرفة، للسياسة وللمجتمع
.
وهذه بالضبط وظيفة المثقف المغربي اليوم. وظيفة اجتماعية، تفرضها الوضعية التاريخية المأزومة التي نعيشها. وظيفة اجتماعية تبرر المكانة الاعتبارية في المجتمع، التي يطالب بها المثقف المغربي اليوم. ولا يجوز هنا مقارنة المثقف المغربي مع نظيره الأوروبي، لأن هذا الأخير سبق له أن نقد الدين والمجتمع والسياسة، وألزم الجميع بالخضوع لمنطق العقل. .لكي تصح المقارنة، وجب النظر إلى ماكان عليه المثقف الأوروبي من القرن 16م إلى 19م؛ حيث أدى ثمنا غاليا لهذا “النقد السالب” الذي ذكرنا. (ديكارت، روسو، هوغو، زولا...)
 هذا النقد السالب لاينتج المعرفة. هذا بديهي  !! يشمئز المثقف المغربي منه، ويعتبره متجاوزا أو نافلا، إما خوفا من أداء الثمن، أو طمعا بوظيفة على أبواب الدولة.. إذ التشبه بالمثقف الأوروبي اليوم، يقتضي أن يكون المجتمع المغربي الآن، قد دخل عهد الحداثة الفكرية والاجتماعية والسياسية. كيف يفعل مثقفنا إذن؟ يقفز إلى الأمام على مفهوم الإبداع . فلا ينتج في النهاية إلا نسخا لا أصالة فيها؛ تمر على صحراء الوعي المغربي كسحابة صيف باهتة. حتى الإبداع يستلزم نقدا سابقا.. هذا ما أكده ناقدو الأداليج  !! (العروي).
 كيف يتخلى المثقف المغربي عن هذا النقد السالب كوظيفة اجتماعية، ووجوده بذاته مهدد بالخطر من جهتين  : الاستبداد السياسي من جهة، والفكر الديني الظلامي من جهة أخرى؟؟؟؟ إن استمرار الوضع على ماهو عليه، لايخدم في النهاية إلا المثقف التقليدي (الديني) الذي لايهمه إلا التجهيل وتعميق اللاوعي (اللاعقل)، حتى يضطر الناس إلى اللجوء إليه في الشاذة والفاذة؛ فيزيدهم جهلا على جهل، ليضمن لنفسه البقاء والاعتبار.. وهذا ما يحصل اليوم . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق