الأربعاء، 31 يوليو 2013

الشرعية

        *احمد فاضل النوري
 اصبح هذا المصطلح –اي الشرعية – من المصطلحات الاكثر تداولا في هذه المرحلة خاصة مع الاحداث المتنامية في مصر ، حيث يعتبر مرسي و انصاره من الاخوان انه المالك للشرعية و يربطها بصناديق الاقتراع كاحد آليات الدمقراطية الحديثة و نجد في الطرف المقابل المعارضة التي تلوح  ايضا بالشرعية و تربطها  بالارادة الشعبية ما يدفعنا الى التساؤل عن المنطق المؤسس للشرعية .

        قضى الإخوان تسعين سنة سنة ينتظرون اللحظة التي يتوج فيها تنظيمهم السياسي والأيديولوجي بالسلطة و قضى الالاف من الاخوان نحبهم في سبيل ذلك على يد العسكر  مع جمال عبد الناصر في مرحلة من المراحل بعد محاولة اغتياله ثم مع انور السادات بعد ذلك و اخيرا مع مبارك لهذا بعد اعتلاء مرسي للسلطة اراد ان يرد الصاع صاعين من خلال اقالة المشير الطنطاوي و تعويضه بالسيسي الذي اعاد الكرة و طعن الاخوان من الخلف بعد سنة من الحكم ما يدل ان الصراع بين المؤسسة العسكرية و جماعة الاخوان المسلمين ليس وليد اللحظة بل هو صراع تاريخي يمتد لعقود .  

        صعد مرسي بشكل ديمقراطي من خلال صناديق الاقتراع معتقدا انه اكتسب الشرعية التي تجعله  في منأى عن معارضيه ، و ظن انه يمتلك الورقة التي يدافع بها عن نفسه و المتمثلة في صناديق الاقتراع متناسيا أن  الديمقراطية لعبة لها قواعدها واصولها التي لا يمكن لعقل ثابت استيعابها وفهمها على حقيقتها ....في البلدان الديمقراطية لا ينتظر الحاكم ان تهب الملايين بغصّتها وغضبها وتنتزع منه الثقة ,بل ان غمزات خفيفة كافية ليفهم الرسالة ويعرف ان شعبيته تراجعت وليس امامه الا اصلاح نفسه او الانسحاب من المشهد بكرامة قبل ان تقع ازاحته وراسه مفصول عن جسده والامثلة على ذلك كثيرة في البلدان الديمقراطية :
        ريتشارد نيكسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابع والثلاثين وقعت الإطاحة به قبل أن ينهي مدّته الرئاسية الثانية ، راوول الفونسين أوّل رئيس منتخب للأرجنتين اضطرّللتّنحّي استجابة لارادة الشّعب ، فرناندو كولور دي ميلو أزاحته الجماهير بعد أن فشل في ادارة البلاد وأجريت انتخابات رئاسية مبكرة
كثيرة هي الامثلة على ان لاشرعية انتخابية مقدّسة وثابتة أمام شرعية إرادة الجماهير حين تقرر وتقول كلمتها في الشّارع ،و يبدوا أن مرسي قد استوعب الدرس من خلال حشد الملايين من مؤيديه في جمعة الرفض من اجل الضغط على العسكر لإعادته إلى سدة الحكم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق